top of page
صورة الكاتبAdmin

الدنيا : ذكر و ....أنثى - حسين علي يوسف عبيدات


بسمة الصباح ... صباح الخير ... الذكر ..أحد أعمدة المجتمع العربي وحلم الأسرة العربية ورغبة الزوجة والزوج في تحقيق أكبر عدد من الذكور في المنزل العربي وقد أبرر لهذا المنطق وجوده وأشجع تلك الرؤية الفكرية والرغبة النفسية في فترة ما من عمر الدنيا ولكن في زمننا هذا وتبدل المعاني والمفاهيم التي قلبت طاولة المعادلات في كل شيء باستثناء تلك النظرة المتحجرة فقد صار مرفوضا ... علما بأن جميع الكتب السماوية وهي مصدر الحياة وقانون يحكم النفس والعقل كان قد ألغى كل فرق بين الذكر والأنثى ورسم خطوط الحياة بينهما وحدد معالم كل واحد منهما لتكتمل الحياة وتبنى الدنيا على أساس التكامل ... فلكل منهما دوره الهام المكمل للآخر ومع هذا الإدراك التام نجد ظلما يحيق بالأنثى لكونها تحمل تلك الصبغة بالرغم من تطور المجتمع ... نعم فالمجتمع العربي مجتمع ذكوري الحركة والنظرة والعقيدة وليكن هذا هو المبدأ ولكن لابد من الحفاظ على دور الأنثى في الحياة بما يتلاءم وطبيعتها وتكوينها ولكن مركبات النقص عند الذكر والأنثى وأوهام التخلف التي ورثناها عن فترة ما شكلت وجدانا من التخلف والرجعية التي أدت بالمجتمع إلى التخلف و قولي هذا لا يعني التمرد على الطبيعة أو الثورة على الذكر لسلب دوره في المجتمع ولكنه قول يطالب باحترام الأنثى كإنسان حي له حق وجود ... ودور فعال خاصة وأنه أصبح في مواجهة ذهنية تتساوى وذهن الذكر وقد نجده يفوق الذكر في القدرة الذهنية وهذا أمر نسبي بعض الشيء وقد يصرخ أحدكم قائلا : لقد أخذت الأنثى حقها كاملا من المجتمع ووصلت إلى أقص الدرجات ... نعم هذا صحيح ولكن لو دخلنا إلى أحد المنازل العربية وطرحنا سؤالا" واحدا للأنثى وللذكر لوجدنا بأننا ما زلنا نعيش مركب النقص وعقدة الذكر وتقهقر الأنثى وتخلف المجتمع ... فالأنثى تريد ذكرا في حياتها الزوجية ليسعفها في المستقبل وليشد أزرها من نوائب الدنيا وليكن سندا لها في رحلتها بعد زوجها أو لو أتيحت لها فرصة الإختيار والتبدل لاختارت أن تكون ذكرا وهي تدرك بأنها لا تقل عن الرجل بأي شيء سوى قوانين تخلف وقيود تتحكم في حياتها بسبب الفهم الخاطئ لمعنى وجودها ودورها الفعال في الدنيا فلقد أعطاها خالقها كامل حقوقها وألزمها بواجبات كما أعطى وألزم الذكر ليأتي تخلف البشر والمجتمع في سلب حقوقها وإن استطاعت أن تحصل عليها وأن تعيش بحق الكرامة فإن ثمن ذلك باهظ جدا ... ويكفي وهي زوجة أن يصدر لها أمرا" بالتقوقع في المنزل والرضوخ إلى سيطرة الذكر ... فعملها منحة سمح بها ومن حقه سحب تلك المنح بأبشع الوسائل ووقائع عدة هنا وهناك تشير إلى احتلال الذكر للمجتمع وسيطرته بتخلف على مقاليد الأمور ... كيف لا وهو قوة بدنية قد تتقهقر أمام أي قوة أخرى ولكنه الذكر وحلم الدنيا ... كيف لا وقد نشأ على منطق السيادة ومفهومها الخاطئ ... كيف لا وقد زغردت له الدنيا حين ولادته وعم السواد حين خرجت الأنثى للحياة في النهاية لابد من الإشارة إلى إن الصور قد تختلف من مكان لآخر ولكنها في جميع الإختلافات أوا لتوافق هو مجتمع للذكر وهذا لا يشكل أي عداء للأنثى طالما هناك رؤية فكرية واعية تدرك معنى دور الذكر والأنثى في الدنيا وتعلم بأن المجتمع الفاضل لا يقوم إلا بكفتي الميزان دون اعتداء أو اغتصاب للكفة الأخرى ويكفي الأنثى فخرا أن تُرى كما رآها الدين وحفظ حقوقها ... فلكي نبني مجتمعا قائما على النصر فلنتعلم كيف نحترم الحقوق وأن نرتقي بالفكر إلى قانون واحد مفاده بأن الدنيا ذكر وأنثى ولكل طبيعته وفيها تفوق على الذات وسمو يعانق الآخر لتكتمل دورة الحياة دون اعتداء وتحكم ... صباح الحياة ... صباح الخير ... بقلمي : حسين علي يوسف عبيدات.


٤ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page