بسمة الصباح ... صباح الخير ... الشجاعة ومعناها كم نحن بحاجة إلى وجودها في حياتنا الحالية بعد أن رحلت عن دنيانا وتركت الكائن البشري يعيش في قوقعة الخوف والقلق والتوتر والجبن والاستسهال لكل ما يحيط فينا من مصائب ونوائب قد تكون هي من أثرت على تقهقر فضيلة الشجاعة عند البشر ... وطبعا لا بد هنا من تعريف هذه الكلمة لكي نستطيع أن ندرك مدى أثرها على الأفراد والمجتمعات ولكي نعلم بأن حالة النوم العقلي والنفسي لم يأت من فراغ ... فالشجاعة كانت قديما ترتبط بالفطنة والحكمة والعفة والمروءة وتقاس دائما بالقوة البدنية والحركة الجسدية ومحصورة بها أما الآن فهي ترتبط بالقوة الفكرية والذهنية وبالإرادة وقوتها على اتخاذ المواقف وتنفيذها ضمن سلسلة من العقبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الحياة اليومية ومدى قدرة النفس على تجاوز الألم وتحمله والخروج منه بأبسط وأقل الخسائر وطبعا تنقسم الشجاعة إلى نوعين ... الشجاعة الأدبية والأخلاقية والشجاعة الجسدية وأعتقد بأن الشجاعة الأخلاقية تسمو على البدنية أو الجسدية لأنها ترتبط بالنفس ومدى قدرة الفرد على ضبط هيجانها وفورانها في مجتمعات أصبحت ترمي بعيونها وفكرها إلى الرزيلة والسقوط ... وقد نرى هذه الشجاعة في مواقف الكتاب أو أصحاب المبادئ الذين يصرخون بكلمة وموقف حق يظهر ويطفوا في ضجيج التلاطم البشري وصراعه في أمواج الحياة في كل لحظة وثانية وطبعا فأن الكثير من الناس قد جبلوا على الجبن لعوامل عديدة أهمها العامل الذاتي والعامل التربوي وكلاهما يشكلان حالة الشجاعة الفردية التي تساعد الشخص على الإقدام للغوص في بحر الدنيا ... ولكي نصل بالفرد إلى تلك الفضيلة لا بد وأن ندرك كيف نزرعها في نفوس أطفالنا منذ الصغر كما نحشو بطونهم بالطعام ... فالشجاعة قيمة تنمو مع نمو الفرد وتكبر بمرور العمر وتقوم على فضيلة الحق وجوهر الرؤية الواضحة للأمور وعلى حرية الكلمة الصحيحة وسلطان الأدب والخلق والأنا الإيجابية ... الشجاعة علم وفن وحرية وإرادة وصبر ومحبة وكبرياء وكرم وعطاء فهل امتلك الطفل العربي الحالي ذاك العلم حتى يمتلك الشجاعة حرية وجوده (ويسألون عن النبأ العظيم) ... (وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) صدق الله العظيم ... صباح الشجاعة ... صباح الخير ... بقلمي : حسين علي يوسف عبيدات.