بسمة الصباح ... صباح الخير ... الإسلام هو دين جميع الأنبياء وفيه تسليم للواحد الأحد رب العزة والجلال خالق الكون وقد اكتمل بالنبي العربي خاتم الأنبياء محمد عليه أفضل الصلاة وكان هذا الدين قائما على عقد وعقيدة بين البشر والله سبحانه تعالى ومفتاحه كلمة حق بالشهادة للخالق ولنبيه الكريم صل الله عليه وسلم وأركان خمس حددت بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله والصلاة والصوم والزكاة والحج وبه يسلم المسلم نفسه للخالق راضيا بكل ماجاء بالقرآن الكريم من تعاليم وما جاء في سنة الرسول الكريم صل الله عليه وسلم وهما مصدر العقيدة الإسلامية فمن تمسك بكتاب الله وسنته ظفر بالخير كله ومن كفر واشرك ظفر بالخسران وطبعا الكفر هو نكران تام للخالق وعدم الإيمان به أما الشرك فهو الأخطر في اعتقادي لأنه يجعل النفس والعقل في حالة تذبذب تجعلنا نؤمن بأشخاص أو حالات مع الله فتتناقض مع وحدانية الله عز وجل... (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) ... فالمشرك هو من يتبع سبلا تتناقض مع وحدانية الخالق فتشرك بوجوده أي شيء والإسلام دين الحرية والعدل والإنسانية والعقل دين قام على حسن اختيار الشخص منذ نزوله ... لا أكراه في الدين فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء منكم فليكفر ... عرض وقبول ..عقد واختيار .. حرية ورضى ... وبالتالي الكتاب امامنا وسنة محمد صل الله عليه وسلم درس ومدرسة وعلم فمن أرادهما امتلك العروة الوثقى ومن أراد هما بعيدا عنه اختار الخسران والعقاب وهما عند صاحب الأمر رب العزة ... وقد يسأل سائل عن مرمى الكلم فأقرأ قول الله تعالى ربنا (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انا عابد ماعبدتم لكم دينكم ولي دين) ... وبالتالي فلنبتعد عن صفاقة القول والقيل والتكفير للبشر فنحن لسنا أربابا لنحاسب ونوزع الجنة والنار على البشر ... لنبتعد عن ترداد أقاويل العلماء والفقهاء قبل أن نحاكم ونجادل ما جاء في أقوالهم كفانا نقلا لم جاء به بعض الفقهاء وفيه من الفتن الشيء الكثير ولنسمو فوق صفة الببغاوات ولنكن بشرا في عقولنا نجادل ونتفكرفي كل أمر ... فكل فقيه وعالم خطاء وفيه الخطأ والصواب فالدين هو كلمة طيبة لينة محبة وليست زاجرة ناكرة فالله وحده يزن ويحكم الأمور وحده من يحاسب ... وحده من يقبل أعمالنا ويحددها فمن كفر مسلما فقد كفر أليس هذا من أحاديث النبي صل الله عليه وسلم فكيف استمع لعالم أو فقيه يحرم صوما خاليا من الصلاة وكيف استمع لفقيه تطاول على رب العزة وكفر اعمالا للبشر وحكم عليهم بالنار كفاكم ايها الناس جهلا وكفى علماؤنا تطاولا وتخويفا وقوقعة لبني البشر ... بشروا ولا تنفروا واتركوا الحكم للخالق واسلكوا دربا تهفو القلوب فيه عشقا إلى الله الرحمن الرحيم ... الله الذي يملك مقاليد الحكم ... وارتفعوا بالعقل شموخا فالإسلام دين عقل وكبرياء عقل لا يركن إلا إلى صواب القرآن الكريم وأحاديث صحيحة لنبينا عليه أفضل وأتم الصلوات واعلموا بأن الله ليس بظلام للعبيد فهو لا يضيع اجر من أحسن عملا ويغفر لمن شاء دون الشرك به فكيف نقبل حكما دونيا ودنيويا أطلقه فقيه أو عالم دون دراسة وتمحيص ... كيف نقبل فتاوى تنفر من الصوم لخلوه من صلاة العبد وخالقنا يغفر ويرحم ويقبل التوبة ... نعم لا بد من الصلاة وهي فرض ولكن أياكم والقسوة في الحكم فالرسول الكريم صل الله عليه و سلم زجر اسامة حين قتل من نطق بالشهادة ظنا بأن من نطقها جاء نتيجة الخوف فقال حينها هل شققت على قلبه فقتلته ... ألا تكفي تلك الحادثة لنتعلم بأن الحكم على الأشياء بالتحريم منافية لسلوك النبي وعظمة الإسلام ... صباح الإيمان بالله ... صباح الخير ... بقلمي : حسين علي يوسف عبيدات.