بسمة الصباح ...صباح الخير ... الزواج ... لقد خلق الله تعالى الأرض واستخلف الإنسان خليفة له في الأرض ليعمرها ولن يتم هذا إلا بالزواج ... فجميع المخلوقات تتنامى بالزواج وقد تكون عشوائية الحركة عند الحيوان ولكنها عند أكرم مخلوقات الأرض كانت تخضع لأسس وقيود لتنظم العلاقة نظرا للأثار التي تترتب على علاقة الرجل بالمرأة ولنبدأ في تعريف عقد الزواج من الناحية الفقهية واللغوية ولنقول بأنه اقتران الواحد بالآخر واندماجهما مع بعض لتكوين وحدة متكاملة أو هو عقد شراكة غايته إنشاء حياة مشتركة بين الطرفين ... وقد خضعت هذه العلاقة لقيود وأحكام جاء بها القرآن الكريم لتوضح الحلال من الحرام بين ما هو مسموح وممنوع به وقد سمح بالتعدد والإقتران بأكثر من واحدة بشرط تحقيق العدل بين الزوجات ولن يكون العدل كما أشار الله تعالى كما رسم طريقة المعاشرة الزوجية وحث عليها بأكثر من تنبيه وإشارة فالرفق والرحمة مطلب والطاعة والمودة خيط يجمع بين الزوجين لتحقيق الأسرة المتكاملة حرصا على الأولاد والمجتمع فالغاية من الزواج هو حفظ النوع الإنساني في تعمير الأرض ولكبح جماح الشهوات وللخروج من دائرة التزاحم والتنازع بحيث لا يحق للمرأة أن تعدد من أزواجها حرصا على كرامتها ... والحق يقال بأن لعقد الزواج قدسية كبيرة إذ لا يجوز التهاون به ولا بد من إشهاره وإعلانه ليحل للرجل الاستمتاع بالمرأة شرعا حرصا على خلق قوة الرابطة العائلية التي يبنى عليها المجتمع ولقد قرر الله الزواج منذ ولادة الإنسان ومنذ بداية الرسل فكان الزواج مطلبا ملحا حتى إن جميع الرسل كانوا قد تزوجوا باستثناء النبي عيسى عليه السلام والنبي يحيى عليه السلام والسبب في عدم زواج نبينا عيسى كما قيل هو انحطاط أخلاق نساء بني اسرائيل فرغب عنهن وتوجه إلى العبادة أما نبينا يحيى فكان كما قيل بأنه لا يميل إلى الزواج بالرغم من قدرته على ذلك ... وهذا يدلنا على إن الزواج مشروع في كافة الديانات ويمكن أن نجد في القرآن الكريم آيات عديدة تشير إلى حقوق وواجبات كل من الزوجين وإلى طريقة المعاشرة الزوجية لكل واحد وإلى المحرمات والمبطلات لعقود الزواج ... فعقد الزواج من أهم العقود التي يبرمها الشخص في حياته وقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد حث على الزواج منعا من تفشي الفاحشة من خلال تنظيم العلاقة بين الزوجين وحتى يتحقق الانس والراحة فتستقر الحياة ويسعد المجتمع ولتحصين النفس بقضاء الحاجة الجنسية من طريق سليم لا يترتب عليه الفساد والمرض والتناحر ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو حكم الزواج ...؟ فهل الزواج فرض عين أو فرض كفاية ...؟ وهل تركه حرام أم حلال ... ؟ والحق يقال بأن الفقهاء اختلفوا حول ذلك فمنهم من قال بأنه واجب على كل شخص لا يمكن ان يحمي نفسه بعيدا عن الزواج وهو فرض عين والآخر قال بأن الحكم يقرر وفقا لطبيعة الشخص وقد يكون عدم الإقدام عليه أمر مكروه أو أمر متروك للشخص ذاته وليس هناك أثم أو ثواب فالمسألة لم يتوافق عليها ومهما كان الرأي في هذا فالزواج حاجة إنسانية ملحة يطلبها العقل قبل أن تطلبها النفس وعلينا أن ندرك بأن : الزواج عقد مقدس حدد الله له معالمه الصحيحة ورسم طرق المعاشرة فلنحاول أن نسعى إلى صون ذاك العقد حرصا على التناسل البشري وحفظا لمجتمع قتلناه بخروجنا الآثم عن أسس خلقها الله دواء وشفاء لنا ...صباح الزواج المقدس ... صباح الخير ...