top of page
صورة الكاتبAdmin

الخوف والموت -حسين علي يوسف عبيدات


بسمة الصباح ... صباح الخير ... الخوف والموت ... احساس وشعور قاتل موجود عند كل البشر وبنسب مختلفة وفقا لطبيعة كل إنسان وظروف نشأته وعوامل تربيته منذ الصغر... ولكن بالمجمل هو أمر طبيعي يصعد إلى السطح كلما استفزته عوامل الخطر فيسعى الجسد والفكر إلى البحث عن مواطن الأمن وأسلحة الدفاع للخروج من مكمن الخطر الذي سبب الهلع والخوف ... وطبعا مواطن الخطر هي كل حالة تهدد الحياة وتسافر بها إلى الموت ... الحياة الأبدية والحقيقة الثابتة وجميعنا يؤمن ويدرك بأن الإنسان خلق ليموت ... خلق بعد أن وقع على عقد موته ومع هذا وبالرغم من الثقافة والمعرفة والإدراك الكامل لحقيقة الحياة والموت فإن الكائن البشري يتمسك بالحياة ويصارع الموت ويحاول الهروب منه بأي طريقة كانت ... ( قل يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة )صدق الله العظيم ... قول الخالق والفصل فيه واضح وحازم ومع هذا فالخوف سيف مسلط واعتقد بأن السبب في هذا يعود إلى الثقافة الخاطئة التي نزرعها في نفوس أطفالنا عن الموت والحياة أو لضعف في الإيمان أو لشيطنة نفس باعت تقاها بالضلالة أو لخوف من الله ... ويوم الحساب يوم لا ينفع فيه بيع ولا شراء وقد يصرخ أحد ويقول بأن هناك العديد من الناس الذي لا يخافون الموت ويقدمون عليه كالجنود وغيرهم نعم ... هذا صحيح فإننا نراهم يدخلون بوتقة الخطر ويصادقون الموت في طريقهم ولكنهم كبشر يحملون الخوف الذي يندرج تحت عقيدة ما تجعلهم في حالة اندفاع شديد نحو تحقيق هدفهم وبالتالي فالإنسان لا يمكن أن يعيش حالة اختلاط المشاعر وجمع أكثر من شعور فمن يشعر بالخوف لا يمكنه أن يشعر بالجوع ... ومن يشعر بالفرح لا يمكنه أن يشعر بالقلق وهكذا ... في النهاية أقول بأن الخوف وحش يفتك بالعقل فيقتل الإنسان ألف مرة ويجعله في حالة انفصال عن الذات وقد يكون هذا الخوف ناتجا عن وهم وخيال يلعب ويمرح ليشكل حالة رعب من أمر ما ... والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يخرج الانسان من حالة الخوف وهو يدرك ويعلم بأن خوفه ليس له مبررا ...؟ صباح المؤمن القوي الذي يخاف الله ... صباح الخير ... بقلمي : حسين علي يوسف عبيدات.


٨ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page