top of page
صورة الكاتبAdmin

إرادة الله - حسين النايف عبيدات


بسمة الصباح ... صباح الخير ... إرادة الله فوق كل إعتبار ... أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يشاء ... عبارة اختتمت بها نقاشا طويلا قد بدأ بسؤال مفاده ... لماذا كل الغضب والعذاب من نصيب الإنسان الجيد ...؟ لماذا النصر حليف الغرب واﻹنكسار كأس العرب ... ؟ وطبعا بين السؤال والخاتمة كان جذب وشد وعرض لأمثلة للتأكيد بأن أرادة الله دوما فوق إرادة البشر كقول فصل حسما للجدل والترهات وخوفا من منطق شيطاني ذو حجة قوية دامغة تتلاعب بالقول المتشابه ... فكان لا بد من التسليم بخطوط حمراء لا يجوز القفز من فوقها خاصة وإننا لم نؤتِ من العلم إلا القليل ... وقليل من العلم يبعدنا عن الدين وكثير منه يقربنا إليه ... وكانت حجتي في هذا العرض قصة سيدنا يوسف وكيف تم رميه في الجب بتدبير بشري ومن ثم نقله إلى مصر ومكيدة المرأة وقوتها ومشواره في الدنيا والسجن وتفسير الأحلام وبقاؤه فترة طويلة في السجن وتوليه الحكم في مصر وبكاء يعقوب وخوفه على يوسف وحرصه الدائم على ابنه ومع هذا فإن إرادة الله قد تحققت وفاقت رغبة البشر فلولا وجوده في البئر لما سافر إلى مصر ولولا كيد امرأة الشريف لما دخل السجن ولولا دخوله السجن ومعرفته بتأويل الأحلام لما طلبه فرعون وجعله نجما ساطعا حاكما في مصر ... كلها مقدمات لنتائج أرادها الله ليوسف ... فقد تكون خيرا أو شرا والخالق وحده يملك علم ذلك ... كلها مقدمات يرسمها الله وينشرها في الأرض ليختارها كل شخص بإرادته ورغبته والتي تتوافق مع طبيعته ... كطريق يسلكه الإنسان برغباته وآماله واحلامه ليدخل باب القدر الذي كتبه الله وليحقق في النهاية إرادة الله ... ولكن هذا العرض وهذه الحجة فتحت سيلا" من الأسئلة وكل سؤال يدخلنا في متاهة أكبر ولذلك قلت كفى فإرادة الله فوق كل إرادة والخير في تدابيره ولا حاجة بنا إلى سفر يخرج بنا إلى اللاوجود ... صباح إرادة الله ... صباح الخير ...


٦ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page