بسمة الصباح ... صباح الخير ... سورية ... تحكي ... أنا سيدة ألشرق ودرتها وجوهرة آسيا .. أنا إسمي سورية ... حباني ألله من مكونات ألجمال ألفتان ما جعلها محط أنظار العين وألفكر فشعري سيول .. وأنهار .. وبحار .. تروي ظمأ أولادي من ألعطش وتقيهم جوع ألطعام وأكتافي جبال وقمم يتنسم ألهواء من بينها فتعطي هدوء ألنفس وألروح .. أنا أنثى في ألخجل وألحياء مضرب ألأمثال ... ورجل في ألتضحية وألشجاعة تحكي عنها ألكتب ... أنا من ينتمي بأصوله إلى مجد آبائه في ألإنتصار وألحضارة حتى أصبحت واحدة من اخوتي ألكبار ألّذين يمتدون على ساحة ألأرض فإخوتي هم مصر و ألعراق و ألآردن و ألسودان و ألسعودية وألبحرين وأليمن وألإمارات وباقي ألأسماء فمنهم من إنحاز للدم وألآخر باعه بابخس ألأثمان ... أنا سورية حباني ألله بأولاد وأحفاد وصلت أنفاسهم ألى أكثر من عشرين مليونا إخترقوا منازلا في ألجبال وألسهول وألوديان في بيوت كنت من عمل ألشرفاء قد شيدتها حتى أصبح عددها يصل إلى ثلاث وعشرون مسكنا أقواها دمشق وحلب وألحسكة وألقامشلي وألرقة ودرعا وغيرها من مساكن للحضارة وألجمال تروى للزائر تعب ام في ألتربية وألبناء كما و نشرت ألعلم وألعلاج ألمجاني وألأمن وألأمان وألإكتفاء ألذاتي وبنيت لهم ألمشافي وألمدارس وألمساجد وألكنائس وتربعت أنا وإياهم في ألشموخ كثيرا وإن كنت في بعض ألأحيان أنزلق وراء ألعاطفة وألجهل فيقع ألخطأ فأخطئ فيصيب عائلتي بعض ألظلم وألفساد وهذه سنة ألحياة في ألأرض لأن ألعدل في ألسماء ... كنا نفرح ونضحك ونمشي بألأمن وألأمان بين ألجبال وألبحار... وألأشجار لكل ألفصول غرستها ليعيش أبنائي حتى جاء زمن ألإغتصاب والفتنة من خلاني وإخوتي وأعدائي وألكل راغب في خطبتي وترك أولادي ومساكنهم لأب يترأس خدماتهم وأنا تحت أقدامه أبيع ألعرض وألشرف وأساق كألخراف وهيهات من زمن يبيع ألولد أمه حتى قام بعض أبنائي بشئ من ألجهل ببيع بيته ألعربي وإخوته لغريب ألدار بحجة ألحب وألإخلاص ... باع أمه ورغب بتزويجها بقناص ألدار حتى سال دم وقتل ألأخ أخاه ... وأنا أصرخ في ألكل إياكم وغريب ألدار وإستنهض إخوتي في صرخة لمعتصم ألحاضر ولكنها في ألهواء مازالت تحلق وأنا وباقي أولادي نسعى لطرد ألمحب ألغاصب وألعق جراحي بلسان أم تسامح وتعاقب ... أنا سورية سيدة ألشرق وجماله رفضت خطبة وزواجا من أغنى ألرجال في ألعالم رفضت أمريكا وإسرائيل فكان نصيبي من ألدمار ما تراه العين ... ولكني سأبقى سورية هذه حكايتي يا إخوة ألعرب فأين أنتم ... ؟ أستصرخكم أين أنتم ...؟ صباح ألخير ...